وحدة المحبوبة

في كل ليلة مظلمة أذهب للحديقة التي تمتليء بالسعادة من الأطفال تفيض في كل صباحٍ مشمسٍ. أرى نفسي الكائبة على إنعكاس المياه من البحيرة الساكنة، ألتفت إلى الأشجار والزهور وهي تزهي بالألوان تحت نور القمر الخافتة ، وفي أقل من ١٠ خطوات للأمام و أجد ظلاً لطفل صغير لا يزيد عمره أكثر عن ٧ سنوات، بالإضافة إلى ملابسه المدرسية الممزقة المتسخة. ياله من طفل بائس وحزين تغمره غزارة الدموع وببكائه الشديد وقلبه المنفطر وتائه في وسط طريق حياته ولم يجد له ونيسا ولا صديقا في هذا الموقف الأليم. مازال يعاني من الالام الشديدة والكدمات المتفرقة على جسمه مما اصابه في وقت سابق ولاسيما أن جسده النحيل و تتساقط عليه زخات المطر و تلامس دموعه و تخالط دمائه وتلاحقه ايادي المتنمرين وكلماتهم الجارحة له في مكان وبدى يرجف من شدة الخوف ولا يبصر أمام عينيه سوى ظلام دامس . رجع بفكره وذكرياته بمنزله الجميع ووالديه الحنونان وتوارد له بأنهما قلقان عليه ويفتقدانه بشدة ، فعزم أن العودة إلى منزله وفي الطريق التقى بشخصين لا يكاد أن يراهما وفجأة بدأت زخات المطر تقل وإذا به يواجه أمامه والديه ويحملان مظلة سوداء ليغطيان طفلهما ومن شدة فرحهما سطع نور من وجههما وابتهجا سعادة بإجادهما طفلهما المدلل .